تابع/ سلسلة الفوائد ...
التَّيَامُنُ : البدْءُ
بِالجَانِبِ الأيْمَنِ .
التَّيَاسُرُ : البدْءُ
بالشِّق الأَيْسَرِ .
أَخرَجَ البخاري
ومسلم عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي
شَأْنِهِ
كُلِّهِ» .
قوله(وترجله)تسريح
الشعر ، فينبغي أنْ يبدأَ بالشق الأيمن .
قوله(طُهوره)
الطُّهور
: بضم الطاء الفعل .
طَهور
: بفتح الطاء اسمٌ للماء الذي يتطهر به .
وقد
جرَتْ عادَةُ المؤلفين في الفقه ذِكْرَ
هذا الحديثِ في عدَّة مواضِعَ ومنها : أَبْوِابُ
الوُضوءِ والغُسْلِ .
وقوله
(في شأنه كله) في كل ما له شَأن .
أَما
الأشياءُ المستقذرةُ كالامتخاط والاستنجاء فهذا يكون باليسار.
اليمين
تكون للأشياءالطيبة المُستحْسَنَة .
من أمْثِلَةِ
ذلك
دخول المسجد : يستحب إذا دخَلَ أَن يبدأَ برجله اليمنى ، واذا خرج يبدأَ
برجله اليسرى .
وفي
مستدرك الحاكم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ كَانَ، يَقُولُ: «مِنَ
السُّنَّةِ إِذَا دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ أَنْ تَبْدَأَ بِرِجْلِكَ الْيُمْنَى،
وَإِذَا خَرَجْتَ أَنْ تَبْدَأَ
بِرِجْلِكَ الْيُسْرَى» .
الحديث
حسَّنه الأَلبانيُّ رحمه الله في الثمر المستطاب
.
الأخذ
والعطاء : لعمومِ الحديث (يُعْجِبُهُ التَّيَمُّن) ، ولبعض الأدلَّةِ الخاصَّة في الباب .
تقلِيْبُ
أَوراق المصحف ، وَاَوْرَاقِ الكِتَابِ : ينبغي أنْ يكونَ باليد اليمنى .
الاكتحال : ينبغي أَن يبدَأَ بالعين اليمنى .
قصُّ
الأَظافر : ينبغي البَدْءُ بالأيمَن .
لبس الثياب :ينبغي أَن يبدأَ بالأيمَن .
الكتابة
: ينبغي أَن تكون باليَدِ اليمنى ولايكتب باليد
اليسرى .
و كتابةُ
بعض الأولاد باليسار يُعَدُّ إِهمَالًا من
قِبَلِ الأَبوين في تربيةِ الأَولاد .
إذا
تسوَّك : ينبغِي أن يبدَأَ بالشِّقِّ
الأيمنِ .
استُدِلَّ
به على استحبَابِ الصلاة عن يمينِ الإمامِ وميمنةِ المسجِد .
وقد
يكون التيمن واجباً كالأَكل والشرب يجب أَن يكون باليمين .
أخرجَ
الإمامُ مُسْلِمٌ في صحيحه من حديثِ ابْنِ
عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا
أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا
شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ
بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ» .
وقد
يكون استعمالُ اليسار واجباً في مثل مسألة الاستنجاء فقد ثبت النهي عن الاستنجاءباليمين
.والله أَعلم .
فمن
تحرَّى العملَ بهذا الحديثِ (يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ .. ) فهو على خيرٍ ،وفي
عبادةٍ ، ومُسابقَةٍ إلى جنةِ الخُلْدِ .
فسبحانَ
الله ماأَكثر أَبوابَ الحسنات ، وما أَوسَع فضلَ الله عزَّوَجَلَّ وكثرة نِعَمِهِ على عباده ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} .